خطبة عن عيد الأضحى والاستعداد للعيد مكتوبة مختصرة 1445

خطبة عن عيد الأضحى والاستعداد للعيد مكتوبة مختصرة 1445

أيام البهجة والأُنس.. تقترب الأعياد ومعها تتعالى الأفراح والألعاب بين الصِغار، فمن شعائر ديننا الإسلامي الفرحة في أيام العيد الفِطر والأضحى ومعايدة الجميع حولنّا، ونشر السعادة، سواء قبل الذهاب لأداء الصلاة، أو بعد ذلك، والإصغاء إلى ما يُلقيه الإمام في الخطبة، لذا ولأهميتها الجليّة لا بُد من الاهتمام بصياغتها حتى لا ينفر منها السامعين.

خطبة عن عيد الأضحى كاملة

إحدى شعائر الإسلام في الأعياد هي الصلاة، وما فيها من خير كثير، وأجر عظيم، وبركة وطهر تحلّ جسدُه وأيامُه تملئُها السعادة والبهجة.

فهي فرصة للإمام لإلقاء خطبة مناسبة منها تبث السرور إلى قلب المسلمين، وتحثهم على فعل الطاعات والسُنن المؤكدة مثل الأضحية، الشعيرة المثالية.. فتُلقى حينها أولى الخطبة عن عيد الأضحى، مثل:

“الحمدُ للهِ الذي جَعَلَ الأعْيَادَ فِي الإسْلامِ مَصْدرًا لِلْهنَاءِ والسُّرُورِ، الحمدُ للهِ الذِي تفضَّل في هذِه الأيَّامِ العَشْرِ علَى كلِّ عبدٍ شَكُورٍ، سُبحانَه غافِرُ الذَّنْبِ وقابِلُ التَّوبِ شَديدُ العِقَابِ، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمٍ أَتَمَّهَا، وَعَافِيَةٍ أَسْبَغَهَا، وَمِحَنٍ رَفَعَهَا، وَكُرُوبٍ كَشَفَهَا، وَنَشْكُرُهُ عَلَى مَا شَرَعَ لَنَا مِنَ المَنَاسِكِ، وَمَا عَلَّمَنَا مِنَ الْأَحْكَامِ وَالشَّرَائِعِ، وَلَوْلَاهُ سُبحانَه لَضَلَلْنَا.

وَأَشْهَدُ أَنَّ محمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَاحِبُ الْوَجْهِ الأَنْوَرِ، وَالْجَبِينِ الأَزْهَرِ، وَأَفْضَلُ مَنْ صَلَّى وَزَكَّى وَصَامَ وَحَجَّ وَاعْتَمَرَ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا مَدِيدًا وَأَكْثَرَ، أما بعد:

فَلْنَتَّقِ اللهَ تَعَالَى فِي أَقْوَالِنَا وَأَفْعَالِنَا وَنِيَّاتِنَا، وَمَا نَأْتِي وَمَا نَذَرُ، الْزَمُوا التَّقْوَى تَسْعَدُوا: ﴿فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأعراف: 35]، أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لا إِلهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وللهِ الْحَمْدُ.

اللهُ أَكْبَرُ خَلَقَ الْخَلْقَ وأَحصَاهُمْ عَدَدًا، وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا، اللهُ أَكْبَرُ عَزَّ رَبُّنَا سُلْطَانًا وَمَجْدًا، وَتَعَالَى عَظَمَةً وَحِلْمًا، عَنَتِ الْوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ، وَخَضَعَتِ الْخَلائِقُ لِقُدْرَتِهِ، اللهُ أكْبَرُ مَا ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ، وَاللهُ أَكْبَرُ مَا هَلَّلَ الْمُهَلِّلُونَ وَكَبَّرَ الْمُكَبِّرُونَ، اللَّهُ أَكْبَرُ مَا ضَحَّى مُضَحٍّ وَنَحَرَ، اللَّهُ أَكْبَرُ مَا رَمَى حَاجٌّ الْجَمَرَاتِ وَكَبَّرَ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا”.

خطبة عن عيد الأضحى قصيرة

خطبة العيد ليست واحدة، بل من السُنة أن تكون اثنتين، يحث فيهم الإمام المسلمين على أهمية شعيرة الأضحية التي تُعلمهم كثير من الحِكم، وتغرز فيهم أجلّ الصفات، وتُصاغ كالتالي:

“الحمد لله مُعظِم الثواب ومُجزِل الأجر، لا إلهَ إلا هو له الحمدُ في الأولى والآخرة، ويعلَم ما في البر والبحر، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد انَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.. أمّا بعد:

عِبَادَ اللَّهِ، تَجْتَمِعُ الْبَهْجَةُ وَالسُّرُورُ وَالْفَرْحَةُ وَالْحُبُورُ عَلَى مُسْلِمِي الْعَالَمِ الْيَوْمَ بِاجْتِمَاعِ مَرَاسِمِ بَهْجَةِ الْعِيدِ وَفَرْحَتِهِ، فَهَذِهِ الْأيَّامُ تَجْتَمِعُ فِيهَا عِبَادَاتٌ جَلِيلَةٌ وَعَظِيمَةٌ؛ فبِالْأَمْسِ وَقَفَ النَّاسُ بِعَرَفَاتَ، وَقَبْلَهُ كَانَتِ الْأيَّامُ الْمُبَارَكَاتُ، وَالْيَوْمَ يُصَلِّي الْمُسْلِمُونَ صَلاَةَ الْعِيدِ فِي يَوْمِ النَّحْرِ الَّذِي هُوَ أعْظَمُ الْأيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.

وَفِي مَوْسِمِ الْحَجِّ إِلَى بَيْتِ اللهِ الْحَرامِ الْمُعَظَّمِ، الَّذِي هُوَ أعْظَمُ مُنَاسَبَةٍ شَرْعِيَّةٍ فِي الْعَامِ، وَيَنْحَرُ الْمُسْلِمُونَ فِي هَذِهِ الْأيَّامِ ضَحَايَاهُمْ، هَذِهِ الْمُنَاسَبَاتُ الْعِظَامُ وَهَذِهِ الرَّحَمَاتُ الْجِسَامُ، نَعَمْ! يَمُنُّ اللهُ بِهَا عَلَيْنَا، قَالَ سُبْحَانَه: “كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ” [الحج: 37].

اجْعَلُوا يا عِبَادَ اللَّهِ أَيَّامَ الْعِيدِ فَرَحًا لَا تَرَحًا، أيَّامَ اتِّفَاقٍ لَا اخْتِلاَفٍ، أيَّامَ سَعَادَةٍ لَا شَقَاءٍ، أيَّامَ حُبٍّ وصَفَاءٍ، لَا بَغْضَاءَ وَلَا شَحْنَاءَ، تَسَامَحُوا وَتَصَافَحُوا، تَوَادُّوا وَتَحَابُّوا، تَعَاوَنُوا عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى، صِلُوا الْأَرْحَامَ، وَارْحَمُوا الْأَيْتَامَ، تَخَلَّقُوا بِأخْلاقِ الْإِسْلامِ.. اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ”.

أركان خطبة العيد

إن خطبة العيد تُشبه كثيرًا خطبة الجمعة في أركانها، وصياغتها، إلا أن الاختلاف يكمُن في التكبيرات التي تبدأ بها خطبة العيد دون الجمعة، واختلف الفقهاء حسب مذاهبهم ما إن كان هناك اختلاف في أركان كلاهما أم لا كالتالي:

مذهب المالكية

  • لا تختلف أركان خطبة العيد عن الجمعة، فكلاهُما يتضمنان التحذير، أو التبشير، وغيرها من الأحكام الدينية الذي يحتاج لها المسلمين.

مذهب الشافعية والحنابلة

لخطبة العيد أربعة أركان عند المذهبين، وهم:

  • أن تتضمن الخطبة آية من القرآن الكريم تشتمل على الوعد أو الوعيد، أو الحكم المناسب للأضحية، سواء في الأولى أو الثانية لا يُشترط.
  • بداية الخطبة بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • في الخطبة الثانية يجب الدعاء لسائر المسلمين الحاضرين للصلاة دون قصد غيرهم، وهذا عند الشافعية دون الحنابلة.
  • لا بُد أن تتضمن الخطبة ألفاظ قوية تعني بضرورة تقوى الله تعالى، وطاعته، والتقرب منه وما يعود على الإنسان من عظيم الثواب حينذاك.

مذهب الحنفية

  • الركن واحد وهو ذِكر الله تعالى بشتى الطرق سواء تحميدُه أو تسبيحُه في الخطبة الأولى كانت أو الثانية.

اطلع على: هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة

مضمون خطبة عيد الأضحى

إن خطبة عيد الأضحى يجب أن تتضمن ما يُحتفل به ويؤدى في هذه الأيام، وهو الأضحية، فبعد أداء الصلاة يبدأ الإمام في حث المؤمنين على أهمية الأضاحي، وحكمها، والفضل العظيم لمن نالها في الدنيا.

كما يُعينهم بإلمامهم بسائر الأحكام التي قد تغفل عنهم، وما يجوز وما لا يجوز فعلُه، والابتعاد عن الافتخار أو عدم مراعاة مشاعر الآخرين، وصوغ الشعائر التي تُقام لنشر البهجة والسعادة، وصلة الرحم، وبر الوالدين.. فهي فرصة للسعادة والنظر بطريقة إيجابية من الخارج.

خطبة عن عيد الأضحى

اطلع على: الرد على عيد اضحى سعيد

مكروهات خطبة العيد

ثمَّة أخطاء يقع فيها المسلمون أثناء الاستماع إلى خطبة العيد، أو أداء الصلاة، ويتجلى دور الإمام في تعليمهم عدم الوقوع في المكروهات التي اختلف فيها العلماء:

1- مكروهات الشافعية

  • الدق على المنبر من الخطيب أثناء إلقاء الخطبة.
  • أن يؤذن أي من الحاضرين خلال حديث الخطيب.
  • التكلم أثناء إلقاء الخطبة بشكلٍ عام.
  • جلوس الحاضرين على الإليتين، ثم ضم الفخذين والساقين.
  • الالتفات عند إلقاء الخطبة الثانية.
  • التأشير باليد أو فعل أي حركات تُشتت انتباه الحاضرين.

2- مكروهات الحنابلة

  • جلوس الحاضرين عكس الخطيب أثناء إلقاء الخطبة، فيجب النظر أمامه بأعينهم.
  • رفع اليدين أثناء الدعاء المتضمن في الخطبة.
  • كشف العورة أثناء جلوس الحاضرين على الإليتين.

3- مكروهات الشافعية والحنابلة معًا

  • تشبيك الأصابع أثناء الصلاة، أو الذهاب للمسجد، أو الجلوس للاستماع للخطبة.
  • اللهو أثناء الاستماع للخطبة، وعدم الاكتراث للتعلُم منها.
  • تناول الطعام أثناء الاستماع لها، أو شُرب الماء باستثناء إذا اشتد عليه العطش.

سنن خطبة العيد

لا بُد أن تكون الخطبة عن عيد الأضحى مكتوبة ومختصرة وفقًا للسنة، وما جاء عن رسول الله وأصحابه، بمُراعاة الآتي:

  • أن تكون خطبتان، ومضمونها مثل خطبة الجمعة في الأركان والشروط، والمكروهات، والسنن.
  • المحاولة قدر الإمكان في الاختصار، وتقصير الخطبتان بعد الصلاة لا قبلها.
  • كتابة الخطبة باللغة العربية الفصيحة المُعبرة.
  • افتتاح كلا الخطبتين بالتكبيرات، والدعاء في الخطبة الثانية للمسلمين جميعًا، ومن ولّاهم.
  • يُسنّ قراءة سورة ق، هذا في إحدى الخطبتين.
  • اختتام الخطبة الثانية يجب أن تكون بالاستغفار.

العيد ليس فقط للتجمُّل بالثياب، والمركوب، بل إنه وقتٌ مناسب للمغفرة من الذنوب التي نغرق بها، ويتجلى ذلك في أداء صلاة العيد.. وقت الخير والبركة والسعادة، ولا بُد أن تتضمن خطبة العيد ما يُساعد المسلم على طاعته والامتثال لأوامره.

إغلاق